آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير
آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 14 محرم 1441 هـ ، الموافق 13 سبتمبر 2019.
لتحميل خطبة بعنوان : آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة ، للدكتور خالد بدير ، وعناصرها:
لتحميل خطبة بعنوان : آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة بعنوان : آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
ولقراءة خطبة بعنوان : آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : كما يلي:
عناصر خطبة بعنوان : آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير :
العنصر الأول: منزلة العلم والحث عليه في الإسلام
العنصر الثاني: آداب وأخلاق المعلم
العنصر الثالث: آداب وأخلاق المتعلم
العنصر الرابع: أثر العلم في نهضة الأمة
المقدمة: أما بعد:
آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير:
العنصر الأول: منزلة العلم والحث عليه في الإسلام
عباد الله: في هذه الأيام المباركة نستقبل عاماً دراسياً جديداً ؛ وبهذه المناسبة نقف مع حضراتكم حول: ( آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ).
فقد اهتم الإسلام بقيمة العلم أيما اهتمام، ولقد بلغت عناية الله – عز وجل – بنا لرفع الجهل عنّا أن كان أول ما نزل من الوحي على نبينا أعظم كلمة هبط بها جبريل هي قوله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1) ؛ وأمرُ الله عز وجل بالقراءة والعلم في أول آية نزلت من القرآن دليل واضح على أهمية العلم في تكوين عقل الإنسان وفي رفعه إلى المكانة السامية، فلا يستوي عند الله الذي يعلم والذي لا يعلم، فأهل العلم لهم مقام عظيم في شريعتنا الغراء، فهم من ورثة الأنبياء والمرسلين، يقول الله تبارك تعالى:
{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 9) ، فلا يستوي الذي يعلم والذي لا يعلم، كما لا يستوي الحي والميت.
ويرفع الله الذي يطلب العلم والذي يعمل به كما يشاء، قال تعالى:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11) . قال القرطبي: “أي في الثواب في الآخرة وفي الكرامة في الدنيا، فيرفع المؤمن على من ليس بمؤمن والعالم على من ليس بعالم . وقال ابن مسعود: مدح الله العلماء في هذه الآية، والمعنى: أنه يرفع الله الذين أوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم (درجات) أي درجات في دينهم إذا فعلوا ما أمروا به.”أ.هـ
ولشرف العلم أباح الله لنا أكل الصيد الذي صاده الكلب المعلم، وإذا صاده كلب غير معلم لا يؤكل:{يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ} [المائدة:4] فلولا فضل العلم لكان فضل صيد الكلب المعلم والجاهل سواء، وقد علمه كيف يصيد، وكيف يمسك لصاحبه، هذا في عالم الكلاب، رفعه الله درجة عن أقرانه بالعلم ؛ فما بالك بمن تعلم الكتاب والسنة؟!
وقد لعن الرسول – صلى الله عليه وسلم – الدنيا بمن فيها إلا من انتسب لشرف العلم عالما كان أو متعلما، فعن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ ، وَهُوَ يَقُولُ :” الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا ، إِلاَّ ذِكْرَ اللهِ ، وَمَا وَالاَهُ ، أَوْ عَالِمًا ، أَوْ مُتَعَلِّمًا.” ” (الطبراني وابن ماجة والترمذي وحسنه)، وكما قيل: كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالث فتهلك.
عباد الله:
ما هو أفضل من أن يستغفر لك الحوت في البحر والدواب وحتى النمل تستغفر لطالب العلم؟ ما هو أفضل من أن تضع الملائكة أجنحتها لك إذا سلكت سبيلاً في طلب العلم ؟ أي فضل عظيم هو ذاك وفَّره الله عز وجل لطلبة العلم الشرعي الذين يتعلمون الكتاب والسنة، والأحاديث في ذلك كثيرة!!
فعَن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ يَقُولُ:”مَن سَلَكَ طَرِيْقَاَ يَبْتَغِي فِيْهِ عِلْمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ طَرِيْقَاً إلى الجَنَّة؛ وإنَّ المَلائِكَةَ لَتَضَعُ أجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ رِضَاً بِما يَصْنَعُ؛ وَإنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغفِرُ لهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حَتَّى الحِيْتَانُ في المَاءِ؛ وفَضْلُ العَالِمِ عَلى العَابِدِ كَفَضلِ القَمَرِ على سَائِرِ الكَوَاكِبِ؛ وإنَّ العُلَماءِ وَرَثَةُ الأنبِيْاءِ؛ وإنَّ الأنبِيْاءَ لمْ يُوَرَثُوا دِيْناراً ولا دِرْهَمَاً وَإنَّما وَرَّثُوا العِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أخَذَ بِحَظٍ وَافِرٍ”.(أبوداود والترمذي بسند حسن).
ومع أن الإسلام حرم الحسد إلا أنه أباحه في مجال العلم، فعَنْ ابنِ مَسْعودِ قال: قالَ صلى اللهُ عليْهِ وسلَمَ:”لا حَسَدَ إلاَّ في اثنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاه اللهُ مَالاً فسَلَّطَهُ عَلى هَلَكتِهِ في الحَقَّ ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقضِي بِها وَيُعَلِمُّها”(متفق عليه).
أيها المسلمون:
إن الله لم يقصر الأجر على العلماء في حياتهم؛ بل امتد الأجر بعد موتهم وإلى قيام الساعة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ” (الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )، قلت: الإمام البخاري – مثلا – مات من قرون، ومع ذلك عدَّادُ الحسنات يَعُدُّ له إلى قيام الساعة، فمن نحن بجانب البخاري؟!! ويحضرني قول الإمام الشافعي رحمه الله: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم……………وعاش قوم وهم في الناس أموات
وما أجمل قول سيدنا على بن أبي طالب رضي الله عنه:
ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم ……………..على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقدر كل امرئ ما كان يحسنه ………………والجاهـلون لأهل العـلم أعداء
فـفـز بعلم تعش حيـاً به أبــدا……………. الناس موتى وأهل العلم أحـــــــــــياء
أحبتي في الله:
ولأهمية العلم نجد أنه صلى الله عليه وسلم جعل فداء كل أسير من أسرى بدر ممن يحسنون فن القراءة والكتابة، أن يعلم عشرة من أبناء الصحابة, فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ” كَانَ نَاسٌ مِنْ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ ؛ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ “. ( أحمد والبيهقي والحاكم وصححه).
ولم يقتصر اهتمام النبي عليه السلام بالحث على تعليم العربية فحسب؛ بل أمر بتعلم اللغات الأخرى؛ وثبت أنه أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة السريانية ليتولى أعمال الترجمة والرد على الرسائل، فقد تعلم بأمر منه صلى الله عليه وسلم العبرية والفارسية والرومية وغيرها، فعن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: ” أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَتَعَلَّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ؛ قَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي ؛ قَالَ فَمَا مَرَّ بِي نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى تَعَلَّمْتُهُ لَهُ ؛ قَالَ:
فَلَمَّا تَعَلَّمْتُهُ كَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَى يَهُودَ كَتَبْتُ إِلَيْهِمْ؛ وَإِذَا كَتَبُوا إِلَيْهِ قَرَأْتُ لَهُ كِتَابَهُمْ » . (أحمد وأبو داود والحاكم والترمذي وحسنه) .
وجملة القول:
فإن ما تقدم هو قليل من كثير ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن عنايته بالمسألة العلمية؛ تعلما وتعليما؛ أقوالا وأعمالا؛ مما يبرز اهتمامه الفائق بولاية العلم والتعليم.
العنصر الثاني: آداب وأخلاق المعلم
عباد الله: هناك آداب وأخلاق يجب أن يتحلى بها المعلم – حتى تؤتي العملية التعليمية ثمارها المرجوة – تتمثل فيما يلي:
✍الإخلاص في التعليم لخدمة الدين والوطن :
فينبغي على المعلم أن يخلص في عمله ؛ ولا يلتفت إلى مدح أو ذم من الآخرين ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :” مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ ، لاَ يَعْلَمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا ، لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يَعْنِي رِيحَهَا. ” ( أبو داود والحاكم وصححه ) .
ولذلك كان السلف الصالح حريصين على إخلاص النية في طلب العلم وتعلمه ؛ قال ابن عقيل: “كان أبو إسحاق الفيروز أبادي لا يُخرج شيئاً إلى فقير إلا أحضر النية، ولا يتكلم في مسألة إلا قدم الاستعانة بالله وإخلاص القصد في نصرة الحق دون التزيين والتحسين للخلق. ولا صنف مسألة إلا بعد أن صلى ركعتين فلا حرج أن شاع اسمه واشتهرت تصانيفه شرقاً وغرباً، وهذه بركات الإخلاص”. (بدائع الفوائد لابن القيم) .
أيها المعلمون: أخلصوا لله في أعمالكم وأقوالكم وتعليمكم؛ إنكم إن فعلتم ذلك إخلاصا لله كان النفع والقبول والأجر والجزيل؛ وإلا كانت أعمالكم وأقوالكم هباءً منثوراً؛ فما خرج من القلب وصل إلى القلب وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان!! قيل لحمدون بن أحمد: “ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام، ونجاة النفوس، ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس، وطلب الدنيا، ورضا الخلق”.(حلية الأولياء) .
✍ استشعار المسؤوليَّة:
فالتعليم أمانة في أعناق المُعلِّمين سيُسأَلون عنها أمام الله تعالى يوم القيامة، فطُوبى ثم طُوبى للمخْلِصين الناصحين، وويلٌ للمستخفِّين والمُضيِّعين، { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } [العنكبوت: 13]. فعن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : ” مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ” . ( البخاري ومسلم ).
ومسؤوليَّة المُعلِّم لا تتوقَّف عند المنهج الدِّراسي؛ بل هو الدِّين والخُلُق، قال عَلِيٌّ- رضي الله عنه- عن قول الله- تعالى-: { قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا } [التحريم: 6]، قال: “عَلِّموهم وأدِّبوهم”، وكما قال الشاعر أيضًا:
وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الفِتْيانِ فِينَا ………………… عَلى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ
فالأب والأمُّ يربِّيان في البيت، والمدرِّس والمُدرِّسة يربِّيان في المدرسة، فتكون الأمانة متساوية بينهم، فترى الأَبَ يَجِدُ طالبًا متأدِّبًا معه بأدب المعلِّم، وترى المعلِّم يَلْقى طالبًا متأدِّبًا معه بأدب الأب، فالتعليم مسؤولية يجب استحضارها.
✍ العمل بالعلم ( القدوة ):
فيجب على المعلم أن يعمل بما يعلم أو يقول، حتى تؤتي الموعظة ثمارها، وإلا كانت هباءً منثوراً لا وزن لها ولا تأثير ؛ ولقد ذم الله هؤلاء بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ،كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}( الصف 2 ، 3)، قال الشيخ السعدي -رحمه الله- في تفسيره: ” أي: لِمَ تقولون الخير وتَحُثُّونَ عليه، وربما تَمَدَّحْتُم به وأنتم لا تفعلونه، وتَنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به، فالنفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قوله فعله، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة “.
وعن أسامة بن زيد قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ؛ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ: أَيْ فُلَانُ مَا شَأْنُكَ؟! أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ؟! قَالَ: كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ” ( متفق عليه ).
قال مالك بن دينار رحمه الله ” إن العالم إذا لم يعمل بعمله زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا”، وقال الثوري : ” العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل” .
عباد الله: إن الفعل أبلغ من القول ؛ وهناك حكمة تقول: فعل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل لرجل، ومعناها: أن الأفعال أقوى تأثيراً من الكلام. فلو أن رجلا فعل موقفا أخلاقيا يدل على الأمانة مثلاً سيكون أقوى بشدة في آلاف الناس من ألف محاضرة يلقيها إنسان عن الأمانة.
وأما حين يكون المعلم هو أول الهادمين، بما يلحظه الناس من فرق بين ما يقوله وما يعمله ، وبما يرونه من مفارقات بين أوامره المثالية معلما ومربيا، وتصرفاته المغايرة لأقواله وأوامره، فهذا يدل على فساد علاجه.
وما أجمل الحكمة التي أجراها الله تعالى على لسان أبي الأسود الدؤلي، عندما قال :
يا أيــــــــــــــها الرجل المعـــــــــــــــلم غيره … هلا لنفسك كان ذا التعــــــــــــــــــــــليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى … كيما يصح به وأنت سقــــــــيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غـــــــــــــــيها … فإن انتهت عنه فأنت حكــــــــــــــــــــيم
لا تنــــــــــــــــــــــه عن خلق وتأتي مثله … عار عليك إذا فعلت عظـــــــــــــــــــــــــيم
✍ إتقان التعليم:
ويقتضي هذا من المعلم بذل قصارى جهده من أجل تكوين نفسه وتجديد معارفه لإفادة متعلميه ومجتمعه؛ ويكفي أن قيمة إتقان العمل توصل العبد إلى محبة الله تعالي ، فعَنْ عَائِشَةَ ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلا أَنْ يُتْقِنَهُ ” ( الطبراني والبيهقي بسند حسن ) .
ولقد أحسن من قال: إذا عمل المرءُ المكلف مرةً …. عملًا فإنّ العيبَ ألّا يحسنه
فقـــــدْ ذكرَ المختارُ أنّ إلهنَا ….. يحــــــبُّ لعبدٍ خافَهُ أنْ يتقنَه
أحبتي في الله: إن هناك انفصاما وانفصالا كبيرا بين الواقع والمأمول في إتقان العمل؛ فتجد أن الفرد يعمل بجد وجودة وإتقان إذا كان يعمل لنفسه؛ إما إذا كان يعمل في شركة أو وظيفة أو مؤسسة أو وزارة؛ فإنه لا يبالي بعمله؛ وإن شغله الشاغل التوقيع في دفتر الحضور والانصراف ( شاهد الزور ) ؛ ولا يهمه بعد ذلك جودة أو خدمة أو إتقان أو قيام مجتمع أو سقوطه أو مراقبة أو غير ذلك !!! وأسوق لكم قصة واقعية تدل على ذلك:
يروى أن هناك رجلاً بنَّاءً يعمل في إحدى الشركات لسنوات طويلة؛ فبلغ به العمر أن أراد أن يقدم استقالته ليتفرغ لعائلته؛ فقال له رئيسه:
سوف أقبل استقالتك بشرط: أن تبني منزلاً أخيراً ..؛ فقبل رجل البنَّاء العرض؛ وأسرع في تخليص المنزل دون (( تركيز وإتقان)) ثم سلم مفاتيحه لرئيسه ..فابتسم رئيسه وقال له: هذا المنزل هدية منِّي لك بمناسبة نهاية خدمتك للشركة طول السنوات الماضية؛ فَصُدِمَ رجل البناء؛ وندم بشدة أنه لم يتقن بناء منزل العمر!!
أقول: لماذا تَرضَى للآخرين ما لا ترضاه لنفسك؟!! لماذا تهتم بعملك الخاص ونفعه خاص غير متعدٍّ، ولا تهتم بأعمال الآخرين والوظائف العامة ونفعها يعم الآخرين؟!!
ومن ذلك أيضًا ما يفعله البعض من المُدَرِّسين في تدريسهم، فيُسِيئون في تفهيم طلبتهم المادة قصدًا منهم؛ دفعًا بالطلبة للتسجيل في “الدُّروس الخصوصية”، التي يظنُّون أنها تَحِلُّ لهم في مقابل مجهودهم، وهي في حقيقتها مُحرَّمة شرعًا إن لم يدرِّس المدرِّس الطالبَ في صَفِّه كما يدرسه في بيته .
✍ الصبر والحلم والتأني :
فلابد للمعلم أن يتحلى بالصبر في العملية التعليمية ؛ لأنه يتعامل مع عقول ناقصة غير مكلفة ولا سيما في مراحل التعليم الأولى ؛ وأن يعاملهم معاملة أبنائه ؛ يحب لهم كل خير ويكره لهم كل شر ؛ ويصبر على ما بدا منهم ؛ وان يؤديهم وعلمهم برفق وشفقة وحلم ؛ فلا يكون متسلطاً عليهم ؛ لذلك سميت وزارة التربية والتعليم .
العنصر الثالث: آداب وأخلاق المتعلم
عباد الله: وكما أن للمعلم آداباً وأخلاقاً في العملية التعليمية ؛ فكذلك للمتعلم آدابٌ وأخلاقٌ لنجاح المنظومة التعليمية والتي تتمثل فيما يلي:
✍ التأدب مع الأساتذة والإداريين واحترامهم: إن الواجب على الطَّلبة- وأقول: يفترض عليهم- احترام المُعَلِّم، كيف كُنَّا نحترم أساتذتنا قبل سنين؟ ألَم نكن نهرب في طريق آخر عِنْدما نسمع بهم مَرُّوا من طريق؛ هيبة وإجلالاً؟ ألم يكن ذلك قبل سنوات فقط؟ فما الَّذي حصل لكم أيُّها الطَّلبة؟ أخُدعتم؟ وبما يُمْلَى عليكم رضيتم؟ ثم نسيتم مَن الذي عَلَّمَكم وأدَّبَكم وربَّاكم في مدارسكم أيَّام طفولتكم؟
يقول الإمام الشافعي – رحمه الله -: “كنتُ أَصْفَح الورقة بين يَدَيْ شيخي مالِكٍ صفحًا رقيقًا؛ لئلاَّ يَسْمع وَقْعَها”،
ويقول الرَّبيع – رحمه الله -: “والله ما اجترأتُ أن أشرب الماء والشافعيُّ ينظرُ إليَّ؛ هيبةً له”. هذه المعاني يجب أن تُغرَس من جديد في آذان الأبناء، وهو واجبُ الآباء، بل واجب كلِّ المُربِّين؛ ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حيث يقول :
قُـمْ للمعــــــــــــــلّمِ وَفِّـهِ التبجيــــــــــــــــــلا ……….. كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رســـــــــــــولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي …………… يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
✍ترك الغش في التعليم:
من الأمراض التي ابتليت بها الأمة ظاهرة الغش في التعليم؛ هذه الظاهرة التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى، نعم لما عاش كثير من طلابنا فصاما نكدا بين العلم و العمل، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في الامتحانات، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : (“من غش فليس منا ” (مسلم)، بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا، لأنه قد استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه وبين العمل الذي يجب أن يأتي به بعد هذا العلم .
فالغش سبب تأخر الأمة، وعدم تقدمها ، وذلك لأن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم وبالشباب المتعلم، فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش، فقل لي بريك: ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟! ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟! ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟! لا شيء ، بل غاية همه؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة، لا هم له في تقديم شيء ينفع الأمة، أو حتى يفكر في ذلك؛ و هكذا تبقى الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها؛ ونظرة تأمل للواقع :
نرى ذلك واضحا جليا، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف.
ولكن قل بربك من منهم يخترع لنا؟!
أو يكتشف؟!
أو يقدم مشروعا نافعا للأمة؟!
قلة قليلة لا تكاد تذكر!!
إن هذا الغاش غدا سيتولى منصبا، أو يكون معلما وبالتالي سوف يمارس غشه للأمة، بل ربما علَّم طلابه الغش ؛ بل إن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة المزورة، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما، لأنه بني على حرام ،وأيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به.
✍ احترام ممتلكات المؤسسة ومرافقها العامة:
وذلك بالحفاظ على المؤسسات التعليمية وأبنيتها ومحتوياتها من مقاعد وأبواب ونوافذ وإضاءة وحديقة وأشجار وأسوار وغيرها ؛ لأن الملكية العامة أشد مسئولية عند الله من الملكية الخاصة .
عباد الله : إن من أهم واجباتنا نحو المرافق العامة عدم الفساد والإفساد فيها أو تلفها أو حرقها؛ لأننا نخلق الفساد بأيدينا قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(الروم: 41)، وقال:{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا}( الأعراف : 56 ) .
ومن صور الفساد والإفساد في الأرض تخريب وتدمير المنشآت العامة، وقطع الأشجار وإتلاف الحدائق والزينة وحرقها، وإذا كان الإسلام نهانا أن نفعل ذلك مع الأعداء؛ فمن باب أولى أن نحافظ على حرمات المسلمين!!!
✍ استغلال الوقت وتنظيمه لمزيد من تحصيل العلم والمعرفة:
فقد جاءت السنة لتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن، وتقرر أن الإنسان مسئول عنه يوم القيامة، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله قال: ” لنْ تَزُولَ قَدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسْأَلَ عن أَرْبَعِ خِصالٍ عن عُمُرِهِ فيمَ أَفْناهُ ؟ وعَنْ شَبابِه فيمَ أَبْلاهُ ؟ وعَنْ َمالِهِ من أين اكْتَسَبَهُ وفيمَ أنْفَقَهُ ؟ وعَنْ علمِهِ ماذا عمِلَ فيهِ .” [ الترمذي بسند حسن].
أحبتي في الله : لقد حرص السلف الصالح علي وقتهم بما يعجز عنه الوصف والتعبير، وصفهم الحسن البصري رحمه الله بقوله: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم.
قال ابن عقيل رحمه الله: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره. (ذيل طبقات الحنابلة) .
فانظر كيف يستغل وقت طعامه وراحته في إعمال فكره فيسطره بعد قضاء حوائجه الشخصية؟!!!
حتى إن ساعات الأكل لقوام حياتهم ومعاشهم كانت ثقيلة عليهم، فقد سألوا الخليل بن أحمد الفراهيدي – رحمه الله -: ما هي أثقل الساعات عليك؟ قال: ساعة آكل فيها.
وكَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً «المجالسة وجواهر العلم» .
فانظر كم نضيع من الساعات في الحرام! فإذا كانوا حريصين على الوقت في طعامهم وشرابهم ويعتبرونه مضيعةً فكيف بنا؟!
العنصر الرابع: أثر العلم في نهضة الأمة
عباد الله: إن العلم أساس نهضة الأمة وقيام الحضارات؛ فبالعلم تبنى الأمجاد، وتَسُود الشعوب، بل لا يستطيع المسلم أن يحقق العبودية الخالصة لله تعالى على وفق شرعه كما أراد الله سبحانه أو يقدم لمجتمعه خيراً، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً إلا بالعلم ؛ وما فشا الجهل في أمة من الأمم إلا قوض أركانها، وصدَّع بنيانها، وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة. وكما قيل:
العلم يبني بيوتا لا عماد لهـا …………… والجهل يهدم بيوت العز والكـرم
إن الميراث الذي خلفه الرسول – صلى الله عليه وسلم – للأمة هو العلم ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ، فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ:”يَا أَهْلَ السُّوقِ، مَا أَعْجَزَكُمْ !”قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ:”ذَاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْسَمُ، وَأَنْتُمْ هَاهُنَا لا تَذْهَبُونَ فَتَأَخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ !”قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ:
“فِي الْمَسْجِدِ”فَخَرَجُوا سِرَاعًا إِلَى الْمَسْجِدِ، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجَعُوا، فَقَالَ لَهُمْ:”مَا لَكُمْ؟”قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَقَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ، فَدَخَلْنَا، فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئًا يُقْسَمُ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ:”أَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا؟”قَالُوا: بَلَى، رَأَيْنَا قَوْمًا يُصَلُّونَ، وَقَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْمًا يَتَذَاكَرُونَ الْحَلالَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: “وَيْحَكُمْ، فَذَاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ” ( الطبراني بسند حسن).
أحبتي في الله:
إن نهضة الأمة منوط بتربية أجيال على علم وتحمل المسئولية؛ وما اختلت موازين الأمة، وفسد أبناؤها إلا حينما ضاع الأبناء بين أبٍ مفرط لا يعلم عن حال أبنائه، ولا في أي مرحلة يدرسون، ولا مع من يذهبون ويجالسون، ولا عن مستواهم التحصيلي في الدراسة – وبين مدرس خان الأمانة، وتهاون في واجبه، ولم يدرك مسؤوليته؛ فدور الأسرة عظيم في غرس هذه القيم في نفوس أبنائها فهم مسئولون عنهم يوم القيامة؛ وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:
” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” ( متفق عليه) وقال أيضاً :
” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( الطبراني والبيهقي والنسائي وابن حبان)؛ يقول الإمام الغزالي رحمه الله في رسالته أنجع الرسائل: «الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعلمه؛ نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدِّب، وإن عوِّد الشر وأُهْمِلَ إهمال البهائم؛ شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي له».
فأولادكم أمانة في أيديكم وستسألون عنهم فماذا أنتم قائلون؟!!!
الدعاء…….. وأقم الصلاة،،،،
كتب : آداب وأخلاق المعلم والمتعلم وأثرها في نهضة الأمة ، خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف